الأخبارالمجتمع

تعرض للإهمال من السلطات الوصية.. الولايات المتحدة تتكفل بترميم ضريح الملك النوميدي إيمدغاسن

أعلنت سفارة الولايات المتحدة بالجزائر عن تخصيصها لغلاف مالي قدره 175 ألف دولار أمريكي للتكفل بترميم ضريح الملك النوميدي إيمدغاسن بولاية باتنة.

وحسب بيان لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية فإن العملية تندرج في إطار الشراكة مع وزارة الثقافة الجزائرية وجمعية أصدقاء إيمدغاسن “للحفاظ على الثقافة ومكافحة النهب مع وزارة الثقافة والفنون الجزائرية”.

وكان قد أعلنت وزارة الثقافة في فيفري الماضي عن تخصيصها لغلاف مالي قدره 150 مليون دينار جزائري لترميم المعلم بعد رفع التجميد عن مشروع المحافظة عليه، إلا أنه بقي حبر على ورق، فالزائر للمكان لا يلاحظ أية أشغال أو أعمال ترميم جادة.

ضريح “إيمدغاس” أقدم معلم تاريخي في الجزائر

يُعتبر ضريح امدغاسن Medracen واحد من أقدم المعالم التاريخية في الجزائر، ويقع في بلدية بونة على بعد 30 كلم غرب مدينة باتنة. وقد تم تشييده في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو عبارة عن ضريح ملكي تم بناءه بالحجارة الضخمة المصنوعة بدقة عالية مما زاد من قيمته الأثرية.

صنّفت اليونيسكو ضريح الملك “إيمدغاسن” – وهو أقدم ضريح ملكي أثري محفوظ في شمال أفريقيا – تراثا عالميا محميّا سنة 2002، وقد بنى النوميديّون الضريح في القرن الثالث قبل الميلاد إجلالا لملكهم “إيمدغاسن”، أحد أقدم أسلاف القبائل البربرية الذين عاشوا شرق الجزائر.

وتصف “اليونسكو” الضريح بأنه “يعود لواحد من أعظم ملوك نوميديا، يحوي نقوشا بونيقية وإغريقية”، أما الجزائر فصنفته تراثا وطنيا محفوظا سنة 1967م.

​​والضريح ذو قاعدة أسطوانية قطرها 59 مترا مزيّن بستين عمودا تحيط به بشكل دائري، ويضم ثلاثة أبواب منقوشة على الحجر وغرفة جنائزية، هي مرقد الموتى، ومن الأعلى يتخذ الضريح شكلا مخروطيا، تماما مثل الضريح الملكي الموريتاني، ما يشر إلى أن الأمازيغ كانوا يبنون أضرحتهم وفق هذه الهندسة.

ويوجد حول الضريح الملكي حوالي عشرة أضرحة بربرية أخرى، مدفونة في محيط يمتد على مساحة 500 متر، لكنها تهالكت وتساقطت بفعل الزمن.

وصف الباحث الفرنسي رابي كاهين في كتابه “مدغاسن”، إنه كان “واحدا من ملوك نوميديا، ويشكّل ضريح مدغاسن أقدم وأجمل وأهمّ المعالم، فهو أقدم من الضريح الملكي الموريتاني قرب العاصمة وقبور الجْدار قُرب وهران”.

باحث فرنسي آخر، هو موريس بيكر، ذهب في كتابه “مدغاسن، الضريح الإفريقي”، إلى أن هذا الضريح “هو مدفن لعدد من ملوك الأمازيغ، ومنهم ماسينيسا نفسه أحد أعظم الملوك النوميديين، ولا يزال هذا الضريح يحوي الكثير من الأسرار التي لم نتمكّن من كشفها”.

​​أما ابن خلدون، فكتب في “مقدمته”، بأن “مدغاسن وفقا لمراجع المؤرخين البربر، كان سلفا للنوميديين من البربر من فرع البُتر، من قبائل زناتة”، ووصف المؤرخ الأندلسي البكري، مدغاسن بأنه “كان ملكا للبلاد في الفترة النوميدية”.

حديثا جدا، ذهب كل من الباحثين الأميركيين إليزابيث فنترس ومايكل بريت، في كتابهما “البربر”، إلى أن إيمدغاسن “هو ثمرة إرادة وتنظيم محكم للجهود البشرية والمادية، والمعرفة التي كان عليها الحرفيّون النوميديون الماسيسيليون وقادتهم، الذين جسّدوا هذا البناء”.

وتذهب اجتهادات تاريخية إلى أن اسم “مدغاسن”، ينقسم إلى قسمين، وهما، “مدغ” ويعني اسم الملك صاحب الضريح، و”سن” وهي العدد اثنان في اللغة الأمازيغية، أي “الملك مدغ الثاني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى