على خلفية جائزة علي بودوخة للصحافة الاستقصائية.. القَضاء يوجه تُهم “الإرهاب” للصحافي إحسان القاضي

وجه رسمياً اليوم الخميس، قاضي تحقيق الغرفة الخامسة لدى القُطب الجزائي المتخصص بمحكمة سيدي أمحمد الابتدائية بالعاصمة، تهم “الإرهاب” وفقا لنص المادة 87 مكرر للصحفي ، لمدير منصة “انترفاس ميديا”، المالكة لموقعي راديوـأم/ماغراب ايمغجون، إحسان القاضي، على خلفية منح جائزة مالية لفائز بجائزة علي باي بودوخة للصحافة الاستقصائية في طبعتها الرابعة.

وأفاد موقع راديو ام في مقال عن مصدر من هيئة الدفاع، أن التُهم هي “مرتبطة بقضية الناشط زاكي حناش”، وهي “جناية الإشادة بالأفعال الإرهابية وجنحة تلقي الأموال وجنحة المساس بسلامة ووحدة الوطن وجنحة نشر وترويج أخبار كاذبة وجنحة عرض وتوزيع منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية، وجهت للمعنيين معاً.

وهذا بعد ضبط مصالح الأمن للعاصمة، في 18 فيفري الماضي، مبلغ مالي لقيمة الجائزة قدره 100 ألف دينار جزائري، بعد مداهمتها لمنزل المدافع عن حقوق الإنسان زاكي حناش في اليوم الموالي للحفل العلني الذي نظم بمقر “أنترفاس ميديا”.

وعليه، قرر قاضي التحقيق، وضع الصحفي إحسان، في حالة إفراج مؤقت، بعدما التمس وكيل الجمهورية ايداعه الحبس المؤقت، كما حدد القاضي تاريخ الإثنين المقبل، لمساعه في الموضوع، بعد سماعه اليوم لدى الحضور الأول.

يذكر أن إحسان القاضي سيمثل أمام مجلس قضاء العاصمة، 20 نوفمبر المقبل، في القضية التي رفعها ضده وزير الاتصال السابق عمار بالحيمر، أين أدين فيها ابتدائيا “بـ 06 أشهر حبس نافذة مع غرامة مالية” على خلفية مقاله التحليلي الذي نشره في مارس 2021 تطرق فيه إلى العلاقية بين الحراك الشعبي ومنظمة رشاد.

كما اضطر إحسان القاضي أيضاً للمثول في مارس الماضي أمام قاضي التحقيق لمحكمة أربعاء نيث إراتن بولاية تيزي وزو بعد أن أشارت كتيبة أبحاث للدرك الوطني عن شبهة انتمائه لحركة إرهابية، بعد اعتقال بأيام قليلة الناشط في اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، الطاهر خواس. وقد أحيلت القضية إلى الغرفة الثالثة بمحكمة سيدي محمد بانتظار إحالتها للبت فيها.

وكان قد تحصل الحقوقي زاكي حناش على جائزة علي باي بودوخة للصحافة الاستقصائية في طبعتها الرابعة، موضوع الساعة، بعدما استحاث جائزة خاصة بالمبلغين عن الفساد، والتي عادت مناصفة بين الناشط نورالدين تونسي كمبلغ عن الفساد، وزاكي حناش بصفته كبلغ عن حالات الاعتقال ومصدر الخبر الأول في المعلومة المتعلقة بمعتقلي الحراك الشعبي.

وظهرت جائزة علي باي بودوخة، التي يشرف عليها موقع “مغرب إمرجنت” سنة 2014 وهي تحمل اسم صحافي لامع في تاريخ الجزائر عرف بمساهماته ونضالاته القوية من أجل حرية الصحافة، والذي توفي عام 2011 عن عمر يناهز ال60 عاما.

وتقدم الجائزة منحة مالية معتبرة يتم جمعها عبر التبرعات حتى تبقى مستقلة عن تأثير اللوبيات السياسية والمالية.