أهم الأخبارالأخبارحقوق الإنسان

نقل محمد بابا نجار إلى سجن البويرة في انتظار تحويله إلى برج بوعريريج

أفادت مصادر من عائلة أقدم معتقل سياسي في الجزائر، الميزابي محمد بابا نجار، أنه تم نقله من سجن الشفة بالبليدة إلى سجن البويرة، في انتظار تحويله إلى سجن برج بوعريريج.

وتم نقل محمد بابا نجار من المؤسسة العقابية للشفة بالبليدة، الذي يقبع فيه منذ 2018 إلى سجن البويرة قبل أيام كعابر، في انتظار تحويله كمستقر في برج بوعريريج، حسب نفس المصدر.

وقد تساءلت أسرته عن سبب عدم استفادته من التقرب العائلي، إذ كل مرة يتم تحويله إلى ولايات تبعد بمئات الكلومترات عن مسقط رأسه مدينة غرداية!

محبوس منذ أكثر من 15 عاماً…

يعد محمد باب نجار أقدم سجين سياسي في الجزائر، ومدان “بالمؤبد” في قضية “ملفقة كان المستهدف فيها الراحل الدكتور كمال الدين فخار”، كما يقول عارفين بخبايا وخلفيات ملف المتابعة.

وتقول عائلته أنه متهم بقتل المرحوم بازين إبراهيم رئيس الهلال الأحمر الجزائري بغرداية، حيث حكمت عليه محكمة غرداية بالإعدام، وبعد الطعن بالنقض حكمت عليه محكمة المدية بالسجن المؤبد، وأصبح حكمه نهائيا بعد أن رفضت المحكمة العليا الطعن في الحكم.

وتؤكد أسرته أن “محمد بابانجار أُدين بالسجن لأنه رفض تقديم شهادة زور صد الفقيد كمال الدين فخار على أنه هو القاتل أو المحرض على القتل”.

كما تضيف أنه ومنذ دخوله السجن ومحمد ينادي ببراءته، وقام بعدة إضرابات عن الطعام آخرها دام لمدة 110 أيام، ناهيك عن المراسلات العديدة لرئاسة الجمهورية ولوزارة العدل مطلبه الوحيد أن تعاد محاكمته في إطار محاكمة عادلة.

بقلم المحامي صالح دبوز: ماذا تنتظر السلطة لإعادة فتح ملف محمد بابا نجار؟

خمسة أشهر بعد تسلم أحمد أويحيى منصب رئيس حكومة في ماي 2005، في دولة تقع فيها السلطة القضائية تحت قبضة السلطة التنفيذية والمخابرات، وتستعمل للمناورة أكثر منها لحماية حقوق المواطنين، أويحيى المعروف كذلك بصاحب المهمات القذرة، والذي أصبح معروف اليوم أيضا بصاحب السبائك الذهبية.

أويحيى المعروف بعدائه الشديد لكل ما هو مخالف للنموذج الرسمي لمخابر السلطة الجزائرية، للمواطن “الصالح” وهو المواطن الذليل، المنصاع لرغبات الإدارة، الواشي بكل ما هو غير مألوف في المجتمع، الذي لا يستهلك الياوورت كثيرا، والذي يرضى بما ترميه له السلطة من عظام ليقتات بها، ثم يتبعها ويعبر عن فرحته بتحريك ذيله.

خمسة أشهر إذا بعد تنصيب حكومة أويحيى، اعتقل الشاب محمد بابا نجار، المناضل الحقوقي وفي صفوف الأفافاس، بتهمة قتل مناضل آخر هو المرحوم بازين إبراهيم (رباشيحفظ) في عملية مشبوهة تشبه كثيرا عملية تصفية المرحوم علوط عمر، من أعيان مزاب، والتي أشك شخصيا أنها عمليات من تدبير وتنفيذ بعض المتعاملين مع المخابرات، هذا إذا لم يكن ذلك بتدبير وتخطيط للمخابرات مركزية.

قضية سياسية “محبوكة” بطريقة وقحة جدا، كان الغرض منها، الإطاحة بالمرحوم كمال الدين فخار، الذي دوخ السلطات المحلية والمركزية والأمنية في كشف ألاعيبها على المستوى المحلي، الوطني والدولي.

حكم عليه ظلما وعدونا بالسجن المؤبد، وآخر مرة زارته فيها زميلتي فريدة بومعزة، اندهشت لتغير ملامحه، وأصبح ذو ملامح كهل ولم يعد ذلك الشاب الوسيم.

تعرض لعملية تهديد بالتصفية داخل السجن منذ بضع سنوات، وأصيب منذ عدة أشهر في كتفه، ومنع عنه العلاج إلا إذا أضرب عن الطعام، يضرب منذ يمين عن الطعام لطلب العلاج أيضا.

لقد اعتقل كمال الدين فخار بتهم باطلة، ثم برمج للموت، وقتل في السجن، رغم تنبيهنا لذلك قبل وقوعه، فهل برمج محمد بابا نجار للموت أيضا؟

ماذا تنتظر السلطة لإعادة فتح ملف هذا السجين المظلوم، أقدم سجين سياسي في الجزائر. خاصة بعد تأكد الرأي العام الوطني والدولي من فساد كل الجهاز التنفيذي الذي أشرف وتلاعب بالقضاء الذي حاكمه وسجنه ظلما وعدوانا؟ بل سجن أو أبعد مسؤوليه المباشرين واعترافهم بفسادهم؟ هذا في ملفات تصفية الحسابات بين أجنحة السلطة فقط، دون الحديث عن مشاكلهم مع المجتمع الذي لا يمكن فتح ملفاتها اليوم ابدأ لأنها تتعلق بطبيعة الحكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى