الأخبارالعالم

تعرض كبده للتلف وقد يفقد إحدى عينيه.. الكشف عن الحالة الصحية لسلمان رشدي بعد تعرضه للطعن

كشف وكيل أعمال الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي عن حالته الصحية، وقال إن الأنباء بشأنها غير جيدة، ويخضع للتنفس الصناعي، بعد تعرضه للطعن خلال مؤتمر بغرب ولاية نيويورك، في حين حددت الشرطة هوية المهاجم.

وقال وكيل أعمال الروائي سلمان رشدي إن من المرجح أن يفقد موكله إحدى عينيه، كما أنه يعاني من قطع في أعصاب إحدى ذراعيه وأضرار بالكبد بعد أن تعرض للطعن يوم الجمعة.

وقال الوكيل أندرو ويلي في بيان مكتوب “الأنباء ليست جيدة ومن المحتمل أن يفقد سلمان إحدى عينيه. أعصاب يديه انقطعت وتعرض كبده للطعن وتضرر”.

ورفع الأطباء جهاز التنفس الصناعي عن المؤلف سلمان رشدي، وبدأ في التحدث في الوقت الذي يتعافى فيه بعد تعرضه للطعن في الولايات المتحدة، وفق ما نقلت وكالة “بي إيه ميديا” البريطانية عن تغريدة للكاتب البريطاني الأمريكي عايش تيسير. “تم رفع جهاز التنفس الصناعي ويتحدث ويمزح”.

اتهام المعتدي “بالشروع في القتل”

قال ممثلو الادعاء الأميركي، اليوم السبت، إنّ الرجل المشتبه به في تنفيذ محاولة اغتيال الروائي سلمان رشدي، أمس الجمعة، وُجهت إليه تهمة الشروع في القتل والاعتداء.

وقال جيسون شميدت، المدعي العام لمقاطعة تشوتاكوا، في بيان: “الشخص المسؤول عن هجوم الأمس، هادي مطر، تم اتهامه رسمياً بالشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية”. وأضاف “تم توجيه هذه التهم الليلة الماضية وتم احتجازه بدون كفالة”.

ادعى منفذ الهجوم على الروائي البريطاني سلمان رشدي بأنه غير مذنب ودفع ببراءته من تهمة “محاولة القتل” التي وجهها إليه قاضي محكمة تشوتوكوا في جلسة إجرائية.

وقد مثل منفذ الهجوم مرتديا زي السجناء وواضعا كمامة. وهو متابع بتهمة “محاولة القتل والاعتداء”، ولم يتفوه بكلمة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز وصور نشرتها الصحافة المحلية.

وقد اعتبر الادعاء العام أن الهجوم على الكاتب الجمعة في مركز ثقافي في تشوتوكوا حيث كان الروائي البريطاني سيلقي محاضرة، حصل عن “سابق تصور”. وقام المهاجم بطعن الكاتب البالغ 75 عاما “عشر مرات على الأقل في العنق والبطن.”

من جانبه دفع المشتبه به المقيم في ولاية نيوجرزي “ببراءته” من خلال محاميه وسيمثل مجددا أمام المحكمة في 19 أوت المقبل.

المعتدي على رشدي من أصول لبنانية

وأوضحت الشرطة الأميركية أنّ المعتدي، هادي مطر، يبلغ من العمر 24 عاماً، ويقطن في مدينة فيرفيلد في ولاية نيوجيرزي.

ومطر لبناني الأصل وتنحدر أسرته من بلدة يارون بجنوب لبنان وذلك حسبما قال علي تحفه رئيس بلدية يارون. وقال علي تحفه رئيس بلدية يارون بجنوب لبنان إن المشتبه به ابن لرجل من سكان البلدة. وأضاف أن والدي المشتبه به هاجرا إلى الولايات المتحدة حيث ولد وترعرع.

وعندما سئل عما إذا كان مطر أو والداه ينتمون إلى “حزب الله” اللبنانية أو يدعمونه، قال تحفه إنه “ليست لديه معلومات على الإطلاق” عن الآراء السياسية للوالدين أو مطر لأنهم يعيشون في الخارج.

وأفادت شبكة “أن بي سي نيويورك”، نقلاً عن المسؤول الذي لم تكشف عن هويته، لكنها قالت إنه على دراية بالتحقيق في الهجوم، بأنّ مراجعة أولية لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أنّ لديه ميولاً شيعية متطرفة، وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني.

وداهمت الشرطة منزل مطر في الولاية وفتشوه بحثاً عن أدلة تساعدهم في التعرف على الدوافع.

وأشارت “إن بي سي” إلى أن مسؤولي مكتب التحقيقات الاتحادي ذهبوا مساء الجمعة إلى آخر عنوان مدرج له في فيرفيو، وهي إحدى مناطق مقاطعة بيرجن على الضفة الأخرى لنهر هدسون من مانهاتن.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، إن مطر من مواليد كاليفورنيا، وانتقل مؤخراً إلى نيوجيرسي، وكان يحمل رخصة قيادة مزورة.

وقال مسؤول في “حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران، اليوم السبت، إنّ الحزب ليست لديه معلومات إضافية عن حادث الطعن الذي تعرض له رشدي. وقال المسؤول لـ”رويترز”، شريطة عدم الكشف عن هويته: “لا نعلم شيئاً عن هذا الموضوع، وبالتالي لن يصدر عناً أي تعليق”.

ردود فعل في إيران وباكستان

هنأت صحيفة “كيهان” الإيرانية المحافظة والمتشددة السبت منفذ الهجوم وكتبت “مبروك لهذا الرجل الشجاع المدرك للواجب الذي هاجم المرتد والشرير سلمان رشدي”. وأضافت “لنقبل يَد من مزق رقبة عدو الله بسكين”.

وقال مهراب بيغدلي الذي يقدّم نفسه على أنه شيعي متديّن، “سررت جدا لسماع النبأ. أيا يكن منفّذه (منفّذ الهجوم) أقبّل يده (..) لعن الله سلمان رشدي”.

وفي سوق الكتب بطهران، السبت، كان الجميع على عِلم بالهجوم الذي تعرض له الكاتب البريطاني في الولايات المتحدة، لكن مؤيدي العملية فقط هم من يعبرون عن آرائهم.

وفي باكستان المجاورة، اعتبر حزب “تحريك لبيك باكستان” المعروف بردود فعله العنيفة على ما يعتبره إساءة للإسلام، أن رشدي “يستحق أن يُقتل”.

هدر دم سلمان رشدي بتهمة التكفير

حازت روايات رشدي الذي تلقى تعليمه في بريطانيا وحصل على درجة الماجستير من جامعة كامبريدج على جوائز عالمية مثل جائزة بوكر الأدبية كما تم ترجمتها إلى عدة لغات. وتم منحه لقب “فارس في بريطانيا” في عام 2007.

أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دم رشدي عام 1989 بسبب روايته “آيات شيطانيّة” التي صدرت عام .1988 كما عرضت مكافأة لمن يقتله بحوالي 3 ملايين دولار.

وتعرّض المترجمون والناشرون للقتل أو لمحاولات قتل، حيث جُرح بعضهم وقتِل آخرون مثل الياباني هيتوشي إيغاراشي الذي قضى طعنا في 1991. واضطر رشدي إلى الاختباء كما قامت الحكومة البريطانية بوضعه تحت حماية الشرطة. وبدأ رشدي ظهوره العلني في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعد أن أعلنت إيران عدم رغبتها في قتله.

وكانت مجلة “شتيرن” الألمانية أجرت مقابلة معه قبل أيام من الهجوم في نيويورك، قال فيها “منذ بدأت أعيش في الولايات المتحدة، لم يعد لديّ مشاكل (..) عادت حياتي إلى طبيعتها” مبديا “تفاؤله” رغم “تهديدات القتل اليومية”.

إدانات دولية

وتواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بمحاولة اغتيال رشدي، إذ دان الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، ما وصفه “الهجوم الشرس”، وأشاد برشدي “لرفضه الترهيب والإسكات”، مؤكداً أنه وزوجته السيدة الأولى جيل و”جميع الأميركيين وجميع الناس حول العالم” يصلّون من أجل “تعافي” رشدي.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، إنه يدين “بشدة” الهجوم على رشدي. وقال بوريل في تغريدة على تويتر إنّ “الرفض الدولي لمثل هذه الأعمال الإجرامية التي تنتهك الحقوق والحريات الأساسية هو السبيل الوحيد نحو عالم أفضل وأكثر سلاماً”.

وكان رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، اليوم السبت، قد قال إنّ “الهجوم على رشدي ضربة لحرية التعبير”. وكتب على تويتر: “يجب ألا يتعرض أحد للتهديد أو الأذى على أساس ما يكتبه. أتمنى له عاجل الشفاء”.

من جهته، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، في تغريدة، محاولة الاغتيال التي تعرض لها رشدي، مضيفاً: “نقف إلى جانبه أكثر من أيّ وقت مضى”.

بدوره، أدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم “المروّع”، مؤكداً أنّ “العنف لا يمكن في أي من الأحوال أن يكون رداً على الكلام”. وصدر تنديد مماثل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى