الأخبارالعالم

اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة لثلاث صحفيات إيرانيات سجينات في إيران

فازت ثلاث صحفيات إيرانيات مسجونات في إيران بجائزة اليونيسكو لحرية الصحافة وفق ما أعلنت عنه المنظمة ليلة الثلاثاء وذلك نظير “التزامهن بالحقيقة والمساءلة”.

والصحفيات الفائزات هن نيلوفر حميدي، التي نشرت نبأ وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في سبتمبر الماضي أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية، وإلهه محمدي التي غطت جنازتها، ونرجس محمدي التي عملت لسنوات كصحفية وتعد واحدة من أبرز الناشطات في إيران.

وأثارت وفاة أميني اندلاع احتجاجات استمرت شهورا في عشرات المدن في أنحاء إيران. وشكلت المظاهرات أحد أخطر التحديات للجمهورية الإسلامية منذ احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009 التي اجتذبت الملايين إلى الشوارع.

وفازت الصحفيات الثلاث بجائزة “اليونسكو/ غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة” لعام 2023. وغييرمو كانو صحفي كولومبي اغتيل أمام مقر صحيفته بالعاصمة بوغوتا في 17 ديسمبر عام 1986، وتمنح اليونسكو الجائزة بإسمه في اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو منذ عام 1997.

تكريم الالتزام بالحقيقة والمساءلة

أعلنت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، عن الفائزات في حفل أقيم بنيويورك، وقالت: “من الأهمية بمكان الآن أكثر من أي وقت مضى الإشادة بجميع الصحفيات اللواتي يمنعن من أداء وظائفهن ويواجهن تهديدات واعتداءات على سلامتهن الشخصية”.

وقالت زينب سلبي، رئيسة لجنة التحكيم الدولية للإعلاميين التي تختار الفائزين، إن العمل الشجاع للفائزات “أدى لثورة تاريخية تقودها النساء”.

وأضافت: “لقد دفعن ثمنا باهظا لالتزامهن بتغطية الحقيقة ونقلها. من أجل ذلك، نحن ملتزمون بتكريمهن وضمان استمرار صدى أصواتهن في جميع أنحاء العالم حتى يصبحن آمنات وأحرارا”.

وفي أواخر أبريل، أقر القضاء الإيراني بأن اثنين من المراسلين نقلوا أنباء عن وفاة أميني، وهن نيلوفارحميدي التي تشتغل في صحيفة “شرق” وإله محمدي التي تعمل في صحيفة “هام ميهان”، وقد وجهت إليهما تهم التعاون مع الولايات المتحدة، والعمل ضد الأمن القومي، وخلق “دعاية ضد النظام”.

وتعرضت نرجس محمدي للاعتقال والسجن بشكل متكرر من قبل السلطات، وقالت منظمة اليونسكو إن محمدي تقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 16 عامًا في سجن إيفين.

لقد حازت محمدي على تقدير في الخارج لعملها ونشاطها ضد عقوبة الإعدام في إيران.

الفائزات الثلاث

تعمل نيلوفر حامدي لدى صحيفة Shargh اليومية الإصلاحية، وكانت قد نشرت خبر وفاة مهسا أميني بعد احتجازها لدى الشرطة في 16 سبتمبر 2022. وتقبع نيلوفر حامدي في الحبس الانفرادي في سجن إيفين الإيراني منذ سبتمبر 2022.

تعمل إلهه محمدي لدى صحيفة Ham-Mihan الإصلاحية، وتكتب عن القضايا الاجتماعية ومسألة المساواة بين الجنسين. وأعدّت تقريراً عن جنازة مهسا أميني، وهي مُحتجزة في سجن إيفين منذ سبتمبر 2022. وسبق أن مُنعت من العمل الصحفي لمدة عام في 2020 بسبب عملها.

فازت نيلوفر حامدي بالشراكة مع إلهه محمدي بجائزة حرية الصحافة الدولية لعام 2023 من منظمة الصحافيين الكنديين من أجل حرية التعبير (CJFE)، وجائزة لويس ليون لعام 2023 للضمير والنزاهة في الصحافة من مؤسسة نيمان فاونديشن للصحافة في جامعة هارفارد. وأدرجتهنّ مجلة تايم في قائمتها السنوية من بين أكثر 100 شخص من ذوي التأثير في الناس في العالم لعام 2023.

أمضت نرجس محمّدي سنوات عديدة في العمل الصحفي لصالح مجموعة من الصحف، وهي مؤلفة ونائبة مدير مركز المدافعين عن حقوق الإنسان التابع، وهو منظمة مجتمع مدني مقرها طهران (DHRC). وهي تقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 16 عاماً في سجن إيفين، لكنها واصلت كتابة التقارير الإخبارية من وراء القضبان، وأجرت مقابلات مع سجينات أخريات، وأضافتهنّ إلى كتابها المعنون “التعذيب الأبيض”. وحصدت في عام 2022 جائزة مراسلون بلا حدود عن فئة الشجاعة.

نبذة عن جائزة اليونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة

أُنشئت جائزة اليونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة في عام 1997، وهي تُمنح منذئذ كل عام لمنظمة أو مؤسسة أو فرد ساهم مساهمة كبيرة في الدفاع عن حرية الصحافة و/ أو تعزيزها في أي مكان في العالم، ولا سيّما في حال انطواء تلك المساهمة على التعرّض للمخاطر، وهي الجائزة الوحيدة التي تُمنح إلى الصحفيين في منظومة الأمم المتحدة.

وسُميت الجائزة على اسم الصحفي الكولومبي غييرمو كانو إيسازا، الذي اغتيل أمام مكاتب صحيفته “إل إسبكتادور”، في بوغوتا بكولومبيا في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1986 تخليداً لذكراه. هناك خمس جهات مانحة تقدم مساهمات في الجائزة، وهي مؤسسة غييرمو كانو إيسازا (كولومبيا)، ومؤسسة هيلسينغين سانومات (فنلندا)، وصندوق ناميبيا الإعلامي، ومؤسسة الديمقراطية والإعلام (هولندا)، ومؤسسة طومسون رويترز.

لمحة عن عمل اليونسكو في مجال حماية الصحفيين

اليونسكو هي وكالة الأمم المتحدة التي تحمل تفويضاً بضمان حرية التعبير وسلامة الصحفيين في العالم، وهي تنسِّق خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب التي احتُفل بالذكرى السنوية العاشرة لإطلاقها في مؤتمر عالمي عُقد هذا العام في فيينا بالنمسا.

تُدين المنظمة جميع جرائم قتل الصحفيين وترصد متابعتها قضائياً، وتعمل أيضاً على تدريب الصحفيين والأطراف الفاعلة القضائية وتتعاون مع الحكومات في وضع سياسات وقوانين داعمة، وتذكي الوعي على الصعيد العالمي عبر تنظيم فعاليات سنوية مثل اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 أيار/مايو) واليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين (2 تشرين الثاني/نوفمبر).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى