يُتابَع في قضية جديدة بفرنسا.. الولايات المتحدة تؤجل الإفراج عن الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج

بعد أن كان من المفترض اطلاق سراحه في 26 ماي الجاري، أجّل القضاء الأمريكي الإفراج عن الهاكر الجزائري المعروف بالقرصان المبتسم، حمزة بن دلاج، إلى العام المقبل، بعد استفادته من ظروف الإفراج المشروط.
وكان قد قضت محكمة أتلانتا بالولايات المتحدة في 20 أفريل 2016 على بن دلاج، وهو شاب جزائري من مواليد عام 1988 بتيزي وزو، بالسجن لمدة 15 سنة، بعد توقيفه بتايلاند عام 2013.
وكان قد تصدر خريج جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر عام 2008 ومهندس الإعلام الآلي حمزة بن دلاج عناوين الصحف في الأعوام 2010-2012 ببرنامجه الخبيث ” SpyEye ” الذي تسبب في أضرار جسيمة للنظام المصرفي العالمي، وخاصة في الولايات المتحدة.
ولمدة سنوات كان الجزائري بن دلاج على رأس قائمة أكثر عشرة هاكر مطلوبين من قبل الشرطة الفيدرالية الأمريكية (FBI)، قبل أن تلقي الشرطة التايلاندية القبض عليه في جانفي 2013. ليظهر في الصور الأولى التي التقطت أثناء اعتقاله بابتسامة عريضة، أكسبته لقب “القرصان المبتسم”.

وحسب اعترافات بن دلاج للعدالة الأمريكية فإن حصان طروادة ” SpyEye “، الذي طوره مع شريك روسي اسمه ألكسندر أندريفيتش بانين، كان مبدأها هو إفراغ البيانات من أجهزة الكمبيوتر المخترقة ثم المطالبة بفدية لتوفير مفتاح استعادتها. أين يحصل وراء كل صفقة واحدة إلى ما يصل إلى 20 مليون دولار.
اتهمت المحكمة الأمريكية الهاكر الجزائري، البالغ من العمر 27 سنة آنذاك، بإدخال فيروس إلى أنظمة معلوماتية، ممّا نتج عنه خسائر كبيرة لعدد من الشركات والمؤسسات عبر العالم. وقد تأثر بهذا الفيروس مئات آلاف الحواسيب في الولايات المتحدة.
ووفق اتهامات النائب العام الأمريكي، فإن المتهم قام منذ عام 2009 بتطوير فيروس يحمل اسم “سباي أي”، وعمل على تسويقه على الانترنت. وقد قام القضاء الأمريكي بملاحقته منذ عام 2011، قبل اعتقاله عام 2013 في مطار بانكوك عقب وصوله من ماليزيا، وقبل توجهه إلى القاهرة، منتحلاً صفة طالب في جامعة بريطانية للسفر عبر العالم.
وتقول مصادر إعلامية لم يتأكد منها أن بن دلاج قد تمكن من قرصنة 217 بنكا، أخذاً منها أكثر حوالي 4 مليارات دولار. ووزع 280 مليون دولار على جمعيات خيرية بفلسطين وساعد الكثير من الجمعيات في دول إفريقيا الفقيرة. كما سيطر على أكثر من 8000 موقع فرنسي وأغلقها بالكامل، كذلك قرصن مواقع قنصليات أوروبية ووزع تأشيرات بالمجان لشباب الجزائر للسفر إليها.
وقال رئيس شرطة الهجرة في تايلند، فارنو كيردلارفون، للصحفيين عقب توقيف بن دلاج “عندما سألناه ماذا فعلت بالأموال، قال إنه أنفقها على السفر وحياة البذخ، مثل السفر بالدرجة الأولى، والإقامة في الأماكن الفخمة”. مشيراً أنهم صادروا منه جهازي كمبيوتر محمولين، وهاتف ثريا يعمل بالأقمار الصناعية، وعددا من أقراص الكمبيوتر الصلبة. وأنه سوف يُرحّل إلى ولاية جورجيا في الولايات المتحدة، حيث أصدرت محكمة هناك مذكرة بالقبض عليه.

فيما تنفي عائلته، المقيمة بحي 1600 مسكن بالسبّالة بالعاصمة الجزائر، كل المعلومات المتداولة عن ابنها حمزة، كونه “يعيش حياة البذخ ونهب أموال طائلة”، مستشهدة “بحالتهم”. وتكتفي بالاعتراف بأنه “كان يتمتع بمؤهلات عالية في مجال الإعلام الآلي والبرمجيات الإلكترونية”، لكنه “لم يسبق أن أخبرهم بأنه يحوّل أموالا طائلة ويستهدف مصارف عالمية، باستثناء أنه يتطفل على الفنادق والخدمات السياحية بحكم أنه يحب السفر”.
حمزة بن دلاج يريد العودة إلى الجزائر
لا يزال حمزة بن دلاج في أحد سجون ولاية أريزونا الأمريكية يقضي عقوبة 15 سنة سجن نافذة، لكن ينبغي الإفراج عنه قبل أن يقضي كامل مدة عقوبته، وذلك بفضل التخفيفات التي استفاد منها.
وكان من المقرر إطلاق سراحه في 26 ماي الجاري، لكن العدالة الأمريكية ألغت إخلاء سبيله لمدة عام كان قد منحته له في البداية.
وقد عاد الهاكر المبتسم، المعروف بالاسم المستعار BX1، إلى الظهور في وسائل الإعلام الدولية، بعد أن كان موضوع محاكمة جديدة، هذه المرة في فرنسا، حيث يشتبه في أنه شن هجمات سيبيريانية من زنزانته في أريزونا بالولايات المتحدة.
وقد بدأت محاكمة بن دلاج في محكمة باريس في 19 ماي، ولكن تم تأجيلها في النهاية إلى الخريف القادم.
وحسب موقع ZD.net المتخصص، الذي حضر الجلسة، فإن حمزة رد على أسئلة القاضي عبر تقنية التحاضر عن بعد مباشرة من زنزانته الأمريكية، أين “نفى قيامه بأي هجمات حاسوبية سنة 2018 ضد مؤسسات القضاء الفرنسي، بما في ذلك السجون والمحاكم ومكاتب الموثقين والمحامين”.

ولدى سؤاله عما إذا كان سيمثل أمام العدالة الفرنسية بعد إطلاق سراحه، أجاب بالإيجاب، ولكن ليس قبل الذهاب إلى الجزائر. ووعد قائلاً: ” عندما يتم الإفراج عني ، سأذهب مباشرة إلى الجزائر ، ثم إلى المحكمة “.
“الهاكر المبتسم”.. موضوع فلم عالمي من انتاج قناة canal+ الفرنسية
وكان قد كشفت شهر فيفري الماضي نائبة المدير العام لمجموعة “كانال +”، الفرنسية، آنا مارش، عن مشروع فلم بعنوان “Smiling Hacker” (الهاكر المبتسم)، باللغة الإنجليزية، حول سيرة الهاكر الجزائري الشهير حمزة بن دلاج.
وقالت مارش إن المحادثات جارية للتوقيع مع الممثل الفرنسي، ذي الأصول الجزائرية، طاهر رحيم، في الدور الرئيسي، ومع الثنائي البلجيكي ذي الأصول المغربية، عادل العربي وبلال فلاح، لإخراج العمل.