بسبب ممارساتها العدوانية.. تبون يأمر بوقف ضخ الغاز عن طريق المغرب

أمر الرئيس عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، شركة سوناطراك بوقف علاقاتها التجارية مع المغرب وبالتالي وقف ضخ الغاز نحو إسبانيا عبر التراب المغربي.
وجاء في بيان للرئاسة أن “عبد المجيد تبون تسلم اليوم تقريرا حول العقد الذي يربط الشركة الوطنية سوناطراك بالديوان المغربي للكهرباء والماء، والمؤرخ في 31 يوليو 2011، الذي ينتهي اليوم، 31 أكتوبر 2021، منتصف الليل”.
وأضاف البيان أنه “بالنظر إلى الممارسات ذات الطابع العدواني، من المملكة المغربية تجاه الجزائر، التي تمس بالوحدة الوطنية، وبعد استشارة الوزير الأول وزير المالية، ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، ووزير الطاقة والمناجم، أمر السيد رئيس الجمهورية، الشركة الوطنية سوناطراك بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية، وعدم تجديد العقد”.
وتأتي هذه الخطوة المنتظرة منذ أسابيع بسبب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. حيث سبق وأعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية وغلق مجالها الجوي أمام طيرانها العسكري والمدني المغربي.
ويمتد الأنبوب حديث الساعة على مسافة 1300 كيلومتر، منها 540 كيلومترا داخل التراب الوطني المغربي، وهو ما يُخول المغرب الحصول على حقوق المرور بواقع 7% من الكمية المتدفقة في الأنبوب، ما يوازي 700 مليون متر مكعب كمتوسط سنوي، أي حوالي 65% من حاجيات المغرب من الغاز البالغة 1.3 مليار متر مكعب سنويا.
الجزائر لمَّحت إلى ذلك
يربط خط الأنابيب البالغة طاقته 13.5 مليار متر مكعب سنوياً، الجزائر بإسبانيا، وقالت المصادر إن الجزائر ستواصل إمداد إسبانيا بالغاز من خلال خط الأنابيب “ميدغاز” تحت البحر والذي تبلغ طاقته السنوية ثمانية مليارات متر مكعب ولا يمر في المغرب.
فيما يقول محللون إن مشاكل فنية مرتبطة بخطط الجزائر لتوسيع طاقة خط الأنابيب “ميدغاز” قد تفاقم أزمة الطاقة بإسبانيا، في وقت تقفز فيه فواتير الغاز بأرجاء أوروبا.
في أغسطس/أوت الماضي، لمَّحت الجزائر إلى احتمال إنهاء صادرات الغاز الطبيعي إلى المغرب في أكتوبر/تشرين الأول والبالغة مليار متر مكعب والتي تُستخدم لإنتاج نحو 10% من الكهرباء في المملكة.
في الجهة المقابلة، قال مسؤول مغربي بارز إن بلاده تناقش مع إسبانيا احتمال تدفق عكسي لخط أنابيب في حال لم تجدد الجزائر اتفاق التوريد.
تأثير منتظر على سعر الغاز
تعتبر الجزائر أكبر مُورّد للغاز إلى إسبانيا، وتغطي تقريباً نصف طلبها من الغاز من خلال خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي.
وقال مسؤول بارز بالحكومة الجزائرية، لـ”رويترز”، إنه في حال حدوث أي تعطلات فإن بلاده ستستخدم السفن لنقل الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا.
بينما يقول محللون إن ذلك سيعني أن “سوناطراك” ستضطر إلى استئجار مزيد من السفن، وهو ما سيغذي مزيداً من الزيادات في أسعار الغاز الطبيعي المسال، بسبب تضاعف أسعار الشحن إلى أكثر من المِثلين عن وقت سابق من هذا الشهر.
فقد قفزت أسعار الغاز المسال في الأشهر القليلة الماضية، بسبب نقص هيكلي في أوروبا وتوقعات بشتاء بارد وزيادة في الطلب.
خط الأنابيب “ميدغاز”
من جهتها، قالت “سوناطراك” الشهر الماضي، إنها ستزيد طاقة خط الأنابيب “ميدغاز” إلى إسبانيا لتصل إلى 10.5 مليار متر مكعب سنوياً بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
الشركة الجزائرية أوضحت في بيان، في وقت سابق من هذا العام، أن إمدادات الجزائر إلى إسبانيا سترتفع بعد استكمال وحدة رابعة لضغط الغاز في منشآتها بخط الأنابيب “ميدغاز” في بلدية بني صاف بغرب البلاد.