أهم الأخبارالأخبار

مجلة فرنسية: تبون يُعيد إطلاق مشروع ”سيفيتال“ الضخم الذي أغلقته حاشية بوتفليقة

كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية عند إعطاء الرئيس عبد المجيد تبون الضوء الأخضر لبدء تشغيل مصنع إنتاج الزيت لمجموعة “سيفيتال” التابعة للقطاع الخاصة، وهو مشروع يهدف إلى تحقيق عائدات تبلغ 2.2 مليار دولار منها 750 مليونا من مداخيل الصادرات.

وقالت المجلة الفرنسية إن كل ما يتطلبه الأمر في الجزائر كلمة أو تلميح لإلغاء حظر مشروع صناعي معلق منذ زمن طويل. فحتى تاريخ 24 سبتمبر 2022، واجه مجمع “سيفيتال” التابع لعائلة ربراب، صعوبة كبيرة في بدء تشغيل معمل تكسير البذور الزيتية في بجاية بمنطقة القبائل.

وكان الرئيس تبون في خطاب له تطرق إلى موضوع توقف عمل ما لا يقل عن 8500 مشروع بسبب العراقيل البيروقراطية، من بينها مشروع “سيفيتال” الذي قال عنه إنه سيسمح لبلاده في غضون ستة إلى سبعة أشهر بإنتاج زيتها الخاص.

تصريح الرئيس تبون هذا، اعتبرته “جون أفريك” وكأنه ضوء أخضر لدخول هذا المصنع في الخدمة، مع العلم أن تشييده كان بمثابة عقبة. اليوم يهدف هذا الاستثمار في مجمله الذي يزيد عن 150 مليون يورو، إلى معالجة 11000 طن من البذور يوميا لإنتاج الزيت الخام، وكذلك إنتاج الطحين لسد طلبات السوق المحلي وإدرار حصص للتصدير.

في نهاية المطاف، توضح المجلة الفرنسية، يهدف المصنع أيضا إلى خلق ألف وظيفة مباشرة ومئة وظيفة غير مباشرة، وينبغي أن يدر 2.2 مليار دولار سنويا في المبيعات، بما في ذلك 750 مليونا تأتي من مداخيل الصادرات.

كما يهدف مشروع مجمع “سيفيتال” أيضا إلى تطوير زراعة البذور المحلية من خلال الاستحواذ على الأراضي الزراعية والتعاون مع المزارعين. في بلد تعتمد فيه عائدات الصرف الأجنبي بنسبة 95 في المئة على  قطاع الهيدروكربونات، لذا يعتبر مصنع سيفيتال جزءا من التنويع الضروري للاقتصاد والأمن الغذائي.

وأيضا يهدف إلى تلبية الطلب المحلي على الزيت، وهو منتج ذو ضرورة إستراتيجية عالية، وهذا يدل على أهمية مثل هذا الاستثمار.

وأشارت “جون أفريك” إلى أنه على الرغم من كل ما سبق، واجه مشروع المجمع منذ خمسة أعوام متاعب بيروقراطية متعددة جمدته بالكامل. كما أن رفض مدير المجمع يسعد ربراب تمويل حملات بوتفليقة الانتخابية في أعوام 2004 و2009 و2014، جعله يدفع الثمن غاليا، حيث تعرض مشروع سيفيتال في بجاية للتخريب.

في عام 2008، شرعت مجموعة ربراب في بناء مشروع ضخم يمتد على مساحة 20 كيلومترا مربعا، ويتضمن مجمعا للبتروكيماويات ومحطة للطاقة ومصنعا للسيارات، ومصنعا للصلب ومحطة لتحلية مياه البحر، برقم أعمال يقدر بـ35 مليار دولار بحلول عام 2025. لكن هذا المشروع لن يرى النور أبدا. الرئيس بوتفليقة نفسه استخدم حق النقض ضده، وصرح في مجلس الوزراء أنه لا يريد “برلسكوني” من منطقة القبائل.

ومضت “جون أفريك” إلى التوضيح أنه بهدف كسر مشروع مجمع ربراب، بدأت الأوليغارشية الحاكمة في دعم مشاريع لرجال أعمال منافسين له، على غرار علي حداد والإخوة كونيناف وطحكوت ومعزوز. واليوم قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإعادة إحياء مشروع مجمع سيفيتال، يأتي في سياق تبدأ فيه مجموعة سيفيتال مرحلة انتقالية جديدة مع تقاعد مؤسسها يسعد ربراب، وتعيين ابنه مالك على رأس تكتل المجموعة العائلية، وهو شخصية متحفظة، أقل اهتماما بكثير من والده بمجال السياسة وبعيد عن وسائل الإعلام.

لكن الرئيس التنفيذي الجديد يملك خبرة قوية في إدارة شؤون المجموعة، حيث أمضى فيها معظم حياته المهنية، كما تنقل المجلة عن مصدر داخلي، أنه لم يخفِ ارتياحه بعد الإصدار، مشددا على أن المصنع يجب أن يبدأ الإنتاج في موعد أقصاه مارس 2023، وهذا أمر مفيد سواء بالنسبة للمجموعة أو لاقتصاد الجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى