Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أراء حرة

المحامي سعيد زاهي: رحلة عذاب منذ أكثر من شهرين و نصف ولا تزال ؟!

شاب من ولاية داخلية بعيدة يتنقل كثيرا إلى الخارج، تحصل على فيزا لدولة أجنبية، اشترى تذكرة السفر، انتقل إلى المطار الدولي هواري بومدين وهناك أوقفته شرطة الحدود وأعلموه انه ممنوع من السفر.

حاول الاستفسار لمعرفة الجهة التي أصدرت المنع لكن لا حياة لمن تنادي. استعطف احدى الشرطيات العاملة بالمصلحة فنصحته إن كان له أحد المعارف من الضباط الكبار أن يتصل به حالا وتقضى حاجته. للأسف الشاب الممنوع لا يعرف أحدا !

عاد إلى ولايته واتصل بمقر الشرطة في حيه فوجه إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة مقر سكناه. وبعد محاولات متكررة لمقابلة وكيل الجمهورية وجهه هذا الأخير إلى النائب العام لدى المجلس القضائي لتلك الولاية. وعندما اتصل بالنائب العام تعجب وقال له ليس لك أي قضية عندنا ولم نصدر أي أمر بمنعك من السفر، وقال له هذا تعسف من الشرطة ولا يحق لها فعل ذلك.

بعدما يئس من تسوية مشكلته في ولايته، انتقل إلى الجزائر العاصمة واتصل بي. بدأت رحلة البحث معه عن الجهة التي أصدرت المنع من السفر. فاتصلت بالمديرية العامة للمحفوظات والنشر، التابعة للأمن الوطني، التي أعلمتني أنها لا تستقبل المواطنين، وما عليه إلا تقديم طلب وينتظر.

بعد انتظار دام أكثر من شهر أعلمته بأنه يجب الاتصال بالجهة التي أصدرت الأمر بالمنع دون تحديدها، نصحته أن يتوجه إلى محكمة سيدي أمحمد، لأن بها الأقطاب المتخصصة.

اتصل بوكيل الجمهورية المناوب لدى محكمة سيدي أمحمد، وقدم طلبا وطلب منه الانتظار خمسة عشر بوم لمعرفة مأل طلبه. مر أكثر من شهر دون رد. أتدخل أنا وأتصل بنيابة سيدي أمحمد ولكني لم أتحصل على المعلومة، وأبدأ رحلة البحث على مستوى 14 غرفة تحقيق بالمحكمة، لمعرفة من أصدر الأمر لكن لم أجد.

أعدت الاتصال بالنيابة ليؤكد لي أخيرا الكاتب بأن الأمر بالمنع صدر منها وعلمت بتاريخ إصداره ورقمه، قدمت طلبا للسيد الوكيل الجمهورية بسيدي أمحمد الذي طلب مني أن أوجه هذا الطلب إلى النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر.

في اليوم الموالي انتقلت إلى مجلس قضاء الجزائر وقدمت طلبا إلى النائب العام لرفع المنع، وسردت فيه تاريخ وأحداث رحلة البحث عن الجهة التي أصدرت المنع، وأيضا عن الخسائر التي تكبدها هذا الشاب والتي قدرت بأكثر من 30 مليون سنتيم: أتعاب الفيزا والتي انتهت صلاحيتها وخسارة تذكرة السفر التي لن تعوض، التنقل عشرات المرات بين ولايته والجزائر العاصمة والمحاكم والمجالس ومقرات الشرطة، إضافة إلى مصاريف الإيواء أحيانا، إلى جانب القنطة والدمار النفسي الذي يعاني منه جراء هذه التصرفات اتجاه أبناء الشعب وكأنه عدو.

وإلى غاية كتابة هذا المقال الشاب ينتظر ردا على طلبه !!

هل عرفتم لماذا ينتحر الشباب الجزائري حرقا في البحر أو استهلاكا للمخدرات أو جنوحا إلى استعمال العنف والتمرد ؟

سؤالي في الأخير، لماذا لم يمنع سعداني وأولاده، بلقصير وزوجته وأولاده، وكذا بوشوارب، من السفر؟ أو أن الزواولة جاووكم ساهلين ؟

الأستاذ سعيد زاهي

محامي وعضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى