أهم الأخبارالأخبارالعالم

على خطى إسبانيا.. ألمانيا تعتبر مخطط المغرب للحكم الذاتي أساسا جيدا لحل نزاع الصحراء الغربية

اعتبرت ألمانيا، الخميس، أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب “أساس جيد للوصول إلى حل مقبول من الأطراف بخصوص قضية إقليم الصحراء”.

جاء ذلك في إعلان مشترك بين الرباط وبرلين، عقب مباحثات لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيرته الألمانية أنالينا بربوك بالعاصمة الرباط.

وأضاف الإعلان الذي نشرته وزارة الخارجية الألمانية عبر موقعها الإلكتروني، أن “ألمانيا تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي تم تقديمه سنة 2007 بخصوص قضية الصحراء مجهودا جادا وذا مصداقية من لدن المغرب وأساسا جيدا لحل مقبول من الأطراف”.

وأوضح أن “الوزيرين اتفقا على الطابع الحصري للأمم المتحدة في المسلسل السياسي، وأكدا على دعمهما لقرار مجلس الأمن رقم 2602، الذي ينص على دور ومسؤولية الأطراف في البحث عن حل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق”.

وفي تصريح لموقع “هسبريس” المغربي، قالت الخارجية الألمانية إن “المملكة المغربية بذلت مجهودات من أجل إنهاء هذا النزاع، وذلك من خلال تقديم عام 2007 مساهمة مهمة تتمثل في مقترح الحكم الذاتي”.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم، صرح الوزير المغربي بأنه تباحث مع الوزيرة الألمانية مجموعة من القضايا الإقليمية سواء ما تعلق منها بمنطقة الساحل أو الشرق الأوسط أو قضية الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن الرباط لاحظت تطابقا في وجهات النظر تُجاه تلك القضايا.

وأفاد بأنه سيتم عقد اجتماع كل سنتين على مستوى وزراء الخارجية للتباحث والتنسيق بشأن مختلف القضايا المشتركة، كما اتفقوا على إعادة إحياء آليات اللجنة الاقتصادية المشتركة باعتبارها آلية للدفع بالتعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين.

وتصر الرباط منذ 1975 على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير.

وشهدت العلاقات المغربية الألمانية توتراً في ماي 2021، بسبب الموقف الألماني من قضية الصحراء الغربية الذي اعتبرته الرباط “سلبياً”.

وفي 6 مايو/أيار 2021 استدعى المغرب سفيرته لدى برلين زهور العلوي، للتشاور بسبب ما وصفه بموقف ألمانيا “السلبي” بشأن قضية إقليم الصحراء و”محاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا”.

وقبل استدعاء السفيرة بشهرين أعلن المغرب مطلع مارس/آذار الماضي، قطع علاقاته مع السفارة الألمانية في الرباط، جرّاء “خلافات عميقة تهمّ قضايا مصيرية” (لم يتم توضيحها آنذاك).

لكن الخارجية الألمانية عادت في ديسمبر 2021، لتؤكد في بيان، أن مخطط الحكم الذاتي يشكل “مساهمة مهمة” للمغرب في تسوية النزاع حول إقليم الصحراء. لتعود بذلك العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين.

الموقف الألماني من الصحراء الغربية.. اعتراف بـ”المغربية” أم “إشادة تفصيلية”؟

يرى الباحث في العلوم السياسية، عبد الفتاح نعوم، في حديث لموقع “الحرة”، في الموقف الألماني “اعترافا بمغربية الصحراء”. 

وأوضح نعوم أن “ألمانيا أعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي كحل عادل سلمي نهائي للنزاع في الصحراء المغربية، وهذا نجاح دبلوماسي مغربي جديد في سياق النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط في هذه القضية”.

وأضاف نعوم أن “أبرز انتصار دبلوماسي كان الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، ومن ثم قرار مجلس الأمن الذي صدر بدعم من الولايات المتحدة، واليوم المغرب”.

وكانت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس، دونالد ترامب، قد اعترفت، العام الماضي، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

في المقابل، يعتبر  البشير محمد الحسن، الباحث في الشؤون الأفريقية بجامعة إشبيلية الإسبانية، في حديث لموقع “الحرة”، أن “ألمانيا لم تغير موقفها من قضية الصحراء الغربية، وهذا ما أكدت عليه في متن بيانها”.

ورأى الحسن أن “الإشادة شيء اعتيادي وتقليدي في بيانات الخارجية، وهي تكون لأي مبادرة سلمية من أجل الحل”، معتبرا أن “ألمانيا لا تتبنى أي مبادرة مقدمة من أحد طرفي النزاع”.

وكذلك يشدد أبي بشراي البشير، ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا والاتحاد الأوروبي، في حديث لموقع “الحرة”، على أن “الموقف الألماني تجاه قضية الصحراء ثابت ولم يتغير”.

وبين البشير أن “بيان الخارجية الألمانية أشاد بجهود المغرب في تقديم مقترح الحكم الذاتي، وهي نقطة تفصيلية، وبالتالي لم تقيّم برلين الخطوة ولم تؤيدها على الإطلاق”.

وعن السبب وراء صدور هذا البيان، يرى نعوم أنه “كان من الضروري على ألمانيا تعديل موقفها لإنهاء الأزمة بين البلدين، حيث أنها خلطت الأمور واتخذت مواقف معادية تجاه المغرب وقضية الصحراء، بسبب خلافها مع ترامب حينها”. 

وتابع نعوم: “بعد حوالى ستة أشهر على الإدارة الأميركية الجديدة، قامت ألمانيا بتصحيح مسارها”، معربا عن أمله في عودة العلاقات إلى طبيعتها.

بينما يتمسك البشير بأن “بيان الخارجية طبيعي، لاسيما أنه أكد على مواقف ألمانيا الداعم للشرعية الدولية وحق تقرير المصير”، مستشهدا بإشادة البيان بجهود المبعوث الأممي. 

أشار نعوم إلى أن “الموقف الألماني هو إعلان عن حسن النوايا ويمهد لعلاقات متينة ووثيقة مع المغرب”، آملا في عودة التعاون الاقتصادي.

وتعد ألمانيا من أهم الشركاء التجاريين للمغرب مسجلة العام الماضي صادرات بلغت قيمتها 1.9 مليار يورو، وواردات تناهز 1.3 مليار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى