كريم بوتاتة: بعد 61 سنة من الحكم… إلى أين نحن متوجهون؟
يجب تجريم الاستعمار الفرنسي عوض تجريم الممارسة السياسية.
في هذا اليوم كان لزاما على النظام السياسي القائم في البلاد تقديم حصيلة بعد61 سنة من الحكم أين نحن؟
الملاحظ أن النظام السياسي القائم منذ الإستقلال، يعيش إخفاقات متكررة وفشل على كل الأصعدة.
فوت على نفسه كل الفرص الهادفة لبناء دولة ديمقراطية و رفض كل المبادرات الساعية للتغيير السياسي في البلاد.
أضاع الكثير من أجل بناء دولة الحق و العدالة الاجتماعية في كنف إتحاد بلدان شمال افريقيا كما أرادها الشهداء وكل من ساهمو في تحرير الجزائر.
و بالإضافة لكل هذا مازال يعتبر أن الرأي المخالف غير ممكن و لا يجب أن يسمع.
هذا يتبين من خلال مواصلة التضييق على العمل و التنظيم السياسي، النقابي و الجمعوي، غلق المجال الإعلامي المستقل، من خلال ترسانة من القوانين و مشاريع القوانين التي تمر عبر مؤسسة تشريعية غير شرعية قاطع انتخابها الأغلبية الساحقة من الشعب حتى بإعتراف من السلطة عبر الأرقام الرسمية.
هذه الممارسات ظن الشعب أنها إنتهت مع فجر الإستقلال أو على الأقل مع سقوط فترة الحزب الواحد.
والنظام وحده هو المسؤول عن مانتج وما سينتج من هذا النهج الأحادي الذي يهمش كل الطاقات البشرية الهائلة والمؤهلة من مختلف مكونات المجتمع الذي تملكه بلادنا ومن المفروض إشراكها في تسيير الشأن العام.
إلى أينا نحن متوجهون؟
من مسؤوليتنا الأخلاقية والسياسيىة جميعا، سلطة ومعارضة، في الظروف التي تمر بها البلاد حاليا و أمام التقلبات و التغيرات التي يعرفها العالم، استدراك الأمور و العمل على تأسيس نظام سياسي ديمقراطي تنبثق مؤسساته من الشرعية الشعبية. الجزائريين طالبوا و عبروا عن هذا خلال السنوات الأخيرة سلميا و حضاريا.
يجب تصحيح المسار لكي لا تضيع بلادنا سنوات أخرى و أن نتوجه إلى إنطلاقات خاطئة، بإشراك الجميع دون إستثناء و بدون تهميش في ظل روح المسؤولية والإحترام.
كريم بوتاتة،
ناشط سياسي ومعتقل رأي سابق