توفيت يوم أمس الأربعاء، بالعاصمة الفرنسية باريس، غيثة بناني، زوجة المعارض السياسي اليساري المهدي بن بركة، الذي تعرض للاختطاف والاغتيال في باريس سنة 1965.
وقالت عائلة بنبركة في بلاغ لها إن الراحلة غيثة “كانت هي عمود الأسرة، ومرجعاً لكل من ارتبط بالقيم الإنسانية والأخوة والتضامن…، وكانت تمثل نقطة ارتكاز لكل أفراد عائلتها، ومثالاً في البساطة والطيبة، وملاذاً بقلب سخي وآذان صاغية”.
وحسب البلاغ فقد رافقت غيثة زوجها المهدي بن بركة في جميع مراحل حياته النضالية ضد الاستعمار وبناء المغرب المستقل الديمقراطي، وتقاسمت معه أفراح وأحزان الحياة الأسرية حتى اختطافه واختفائه.
وفي عام 1960، تعرضت مثل زوجها لمضايقات الشرطة السياسية، مما اضطرها لمغادرة المغرب في عام 1964. لم تعد إلى المغرب إلا في عام 1999 عندما قررت مع أبنائها إنهاء منفاهما بعد وفاة الحسن الثاني الذي كانت تعتبره مسؤولاً عن اختطاف واختفاء زوجها.
عند اختطاف المهدي بن بركة، كانت غيثة في المنفى بالقاهرة، ومع دعم أخيها عثمان بناني، كرست نفسها لتربية أبنائها الأربعة وطفلين من أبناء أختها المتوفاة الذين كانوا يعيشون مع عائلة المهدي بن بركة.
وأَضاف بلاغ العائلة “على مدى ما يقرب من ستين عاماً، كرست نفسها، بجانب أبنائها ومع أفراد عائلتها، للبحث عن الحقيقة بشأن مصير زوجها حتى تتمكن من الحداد عليه والتأمل عند قبره. منعها من ذلك الأسباب السياسية في المغرب وفرنسا، ونقص الشجاعة السياسية على جانبي البحر الأبيض المتوسط”.
وتنحدر بناني من أسرة رباطية، ولها من بن بركة، الذي تزوجته سنة 1949، أربعة أبناء، هم فوز وبشير وسعد ومنصور.
وقبل اغتياله في عام 1965، نقل بن بركة زوجته وأبناءه الأربعة إلى القاهرة، حيث عاشوا هناك خلال فترة الزعيم المصري جمال عبد الناصر. وبعد اختفاء بن بركة بفترة، انتقلت عائلته إلى العاصمة الفرنسية.
ومنذ مغادرتها المغرب، في عقد الستينيات من القرن الماضي، لم تعد الراحلة إليه إلا بعد تولي الملك محمد السادس الحكم، حيث زارت مسقط رأسها عدة مرات.