أهم الأخبارالأخبار

بيان أرملة الراحل كمال الدين فخار في الذكرى الثانية لوفاته

نشرت أمس السيدة زهيرة فخار بينان بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة زوجها المناضل الحقوقي الميزابي الدكتور كمال الدين فخار بالسجن في ظروف لا تزال غامضة.

نص البيان كاملاً:

تمر علينا الذكرى الثانية لاغتيال رمز النضال السلمي، الناشط الحقوقي الدكتور كمال الدين فخار. هذه الذكرى الأليمة، والتي تبقى تشكل وصمة عار بشعة في جبين من خططوا ونفذوا وغطوا بعد ذلك على هذا الفعل الجبان في حق من دافع عن المظلومين والمقهورين في كل مكان، ودافع على هويتنا الأمازيغية في مزاب خاصة، وفى الجزائر والعالم بأكمله، وناضل من أجل قيم الحرية والديمقراطية والعدالة للجميع. إذا كانت هذه الذكرى أليمة علينا، فأننا نحييها بكل فخر واعتزاز، وعزيمة مواصلة رسالة الفقيد كمال الدين فخار، فكلما اقترب اليوم الذي اغتيل فيه وهو يوم 28 ماي، تشتعل نار الغضب في داخلي، ويحترق قلبي، كيف لا وبعد رحيله ترك لي شخصيا فراغا رهيبا، لن يملاه أحد بعده أبدا، ترك لي ابني اسمان، الملاك الصغير ذو الثلاث سنوات حينها، ينادي كل يوم، أين أبي، لقد اشتقت إليه ليلعب معي، وترك لي قصرا سيكبرون يتامى محرومين من حنان الأب.

أودعت شكوى ضد المسؤولين الخمسة المباشرين في مقتل زوجي، لكن قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية لم يكلف نفسه حتى بسماعي، واعتبر ذلك ربما كثير علي، ورفض فتح تحقيق قبل حتى أن يطلع على تقرير الطب الشرعي، وأيدت أمره غرفة الاتهام بالمجلس، وبقي ملفه الآن حبيس أدراج المحكمة العليا إلى تاريخ غير معلوم.

لقد حكم على الدكتور كمال الدين فخار بأشد العقوبات خارج إطار القضاء، منذ بداية مسيرته النضالية، وسعت الجهات التي قررت التخلص منه إلى تنفيذ قرارها، وصرحت بذلك للشاب محمد بابا نجار الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لأنه رفض تقديم شهادة زور في حق كمال الدين فخار، وهو بريء من التهمة الملفقة له، ثم حاولوا توريط الدكتور في قضايا أخرى بتهم يصل الحكم فيها إلى الإعدام، لكنه في كل مرة، كان يواجهها بكل شجاعة وبهدوء كبيرين وبقوة الدليل والحجة في إطار القضاء غير المستقل والموظف ضده، ولما يئسوا من المناورات، برمجوا قتله، ونفذوا برنامجهم، ولكنه كشفهم قبل الانتهاء من عملهم الدنيء وأخبر الرأي العام الوطني والدول بأنهم برمجوا موته وهم ينفذون برنامجهم. الدكتور كمال الدين فخار لم يمت، فحتى إذا كان جسده قد غاب عن أعيننا، إلا أن فكره وأسلوب نضاله، بناته وأبنائه، زميلاته وزملائه داخل وخارج الوطن، كفيلون جميعا بجعله خالدا مخلدا. نم هنيئا يا كمال الدين، لن تموت في قلوبنا وفي عقولنا أبدا.

زهيرة فخار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى