رسالة معتقل الرأي الطالب الجامعي ميلود بن روان من سجن شتمة ببسكرة
منذ حوالي ستة أشهر، أمكث في هذا الحبس دون جرم ولا جريرة، لا أعرف ما يجري خارج هذه الجدران، سوى ما تبثه قناة اليتيمة من أخبار تظهر لنا أن كل شيء على ما يرام وأن الحياة جيدة.
أعيش يومياتي بين الصلاة وقراءة الكتب والتدبر والسؤال يأكل عقلي. لماذا لم يطلق سراحي إلى اليوم؟ أنا الطالب الجامعي السنة ثانية ماستر، قدمت مذكرة تخرجي قبل أيام من اعتقالي، لقد تم وأد فرحتي بالنجاح، كما تم تكميم صوت إرادتي في البحث عن مستقبل أفضل.
ما يؤرقني في هذا الحبس هو قلق عائلتي وحزن أمي وحرقة فؤادها على فراقي المفروض علينا. ما يؤلمني أكثر هو بعدي عن حضنها الدافئ، وأملها في تخرجي واستعدادها لاستقبال يوم نجاحي بالزغاريد والفرح. لكن أمي حرموها من هذه اللحظة المنتظرة وأسالوا دموعها الخالدة في ذاكرتي، لأنني فقط أردت المشاركة في تغيير أوضاع وطني بكل سلمية ومسؤولية.
أريد محاكمتي! لماذا أنا معلق دون محاكمة كل هذه المدة؟ لماذا يتم رفض طلباتي المتكررة للإفراج؟ علما أن زميلي في الملف نفسه، تم الإفراج عنه بعفو رئاسي.